• متخصص_هندسة العلاقات الإنسانية آلية النجاح في الحياة العملية

    26/12/2015

     
     
     

    في محاضرة بمحافظة الخفجي
    متخصص: هندسة العلاقات الإنسانية آلية النجاح في الحياة العملية
     
    دعا المتخصص في تطوير الذات فهد السبتي إلى "هندسة العلاقات الانسانية"، التي تعتمد على جملة من القيم والأخلاقيات والمباديء  تمنح الإنسان القدرة على التعامل مع الآخرين والنجاح في حياته الاجتماعية والمهنية.
    وقال السبتي في محاضرة نظمتها غرفة الشرقية ممثلة بمركز المسؤولية الاجتماعية بفرعها بمحافظة الخفجي وشهدت حضور رئيس مجلس اعمال الخفجي نشمي الدوسري إن مصطلح العلاقات الإنسانية بصفة عامة ينطبق على تفاعل الأفراد في جميع أنواع المجالات، سواء في المجال الصناعي أو التجاري أو الحكومي أو التعليمي أو الاجتماعي. ومن وجهة المديرين وأصحاب الأعمال فيقصد به "إدماج الأفراد بالشكل الذي يدفعهم للعمل سويا كجماعة منتجة، مع ضمان الحصول على الإشباع الاقتصادي والنفسي والاجتماعي".
    وعن العلاقات الشخصية قال بأنها تقوم على الصداقة والاستلطاف وسابق المعرفة وما يتصل بها من مراعاة للخواطر والمحسوبية على حساب العمل.
    ولفت إلى ان البعض يرى أن العلاقات الانسانية معناها التغاضي عن أخطاء الغير، والمداراة إلى حد التواطؤ احيانا، وتغليب عنصر الشفقة والرحمة حفاظا على لقمة عيش الآخرين حتى لو كانت على حساب العمل، وهذا هو الخطأ فالتغاضي عن الاخطاء أنما يكون لتحسين العمل وكفاءته وتطويره.
    وذكر إن من المباديء الأساسية في العلاقات الإنسانية رضا الله، الله أولا فالدين المعاملة، و تحقيق النجاح في العمل والحياة عامة، و تحقيق الارتياح في العمل والآسرة وبين أفراد أسرتك، إشباع الغريزة الاجتماعية، التعامل مع الناس يولد الرضي عن النفس، وحسن التعامل مع الناس يدعم الشعور الايجابي، والتعامل الجيد مع الآخرين سبب في بناء علاقات
    إنسانية مع الآخرين ، والقدرة على التعامل مع الناس تجنب الانسان المشكلات الناجمة من التفاعل مع الآخرين، و يعطي المرء قدرا كبيرا من الاحترام والتقدير ، و يجعل الانسان مميزا عن غيره، و يحقق للإنسان زيادة في معرفته وخبراته في العمل وفي شئون الحياة الأخرى ،  يدّعم الشعور بالأمان والاستقرار في العمل والحياة الشخصية.
    واعطى تعريفا للسلوك على أنه الطريقة التي يتصرف بها الفرد في مواجهة المحرضات الخارجية التي تحيط به، لافتا إلى ان من متطلبات السلوك الناجح في التعامل مع الآخرين هي  الفهم الدقيق والعميق لسلوك الآخرين، و المعرفة التامة بتقنيات وأساليب التعامل، و السلوك المتزن في التعامل، و السيطرة على المشاعر ورد الفعل، و التوجه نحو الموقف مباشرة ، و تحديد الوقت والكيفية المناسبة للتعامل.
    أما كيف نفهم السلوك الإنساني، فيعرض المحاضر هرم ماسلو للحاجات والتي هي (لحاجة لتحقيق الذات، والحاجة للتقدير، والحاجات الاجتماعية، وحاجات الامن والسلامة، والحاجات المادية والفيزيولوجية"، وذكر بعض جوانب القصور في  النظرية وأبرزها أنها ركزت على وجود علاقة بين الدافعية والإشباع ولم توضح كيفية اشباع الحاجة ذاتها ، و التسلسل الهرمي للحاجات دون النظر إلى البيئات المختلفة ، و الاختلاف بين الناس في ترتيب الاولوية للحاجات وأيضا في درجة الاهمية، وإن  اشباع الحاجات ليس بالضرورة أن يكون متسلسلا كل بحسبه، والتسلسل الزمني للحاجات يعد عاملا مهما في ترتيبها ، فضلا عن الاختلاف الواضح عند تطبيق النظرية في الواقع لاختلاف ترتيب الحاجات لدى العاملين ، وايضا وجود الفروق الحضارية والانظمة الاقتصادية والمعتقدات الدينية وذكر أنه ولتطوير هرم ماسلو يرى إضافة الحاجة الترويحية، والحاجة الروحانية.
    واستعرض المحاضر الاحتياجات النفسية السبعة التي تحرك الناس في
    تعاملهم مع الآخرين وهي ( الحاجة للقبول الاجتماعي ، والحاجة للاحترام،و الشعور بالأهمية، و الحاجة للتعبير عن النفس، و شعور الانسان أنه محق في قوله ورأيه مع احترام آراء الآخرين ووجهات نظرهم، و الدعم النفسي (الوقوف معهم وقت الشدة والنكبات)، و التعاون مع الآخرين .
    وأكد المحاضر على عدد من (أصول التعامل مع الآخرين) مثل البشاشة، والصدق، واللباقة في التعامل، والاحترام، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، لافتا إلى "ثلاثية الأسرار في التعامل مع الآخرين"، وهي (التقبل ، والقبول، والتقدير).
    وأورد عددا من معوقات التعامل مع الآخرين، ومنها الشعور بالخجل أثناء التعامل مع الاخرين، و الشعور بالنقص ، و عدم توفر مهارة الحوار والإقناع، وعدم معرفة طرق بناء العلاقات السليمة، والأحكام المسبقة .
    وفي إجابة على سؤال حول متى تصبح العلاقات الإنسانية سببا في الخلاف والنزاع والتباعد ، اجاب في حالات عدة أهمها عدم وجود اتصال فعال بين الفرد والآخرين، وعندما يرفض الشخص تصحيح الخطأ وبسرعة والاعتراف به، وعند السماح للوضع الذي لم يحدث فيه خطأ، أن يمر دون تفسير وعند  السماح للانفعالات الناتجة عن الخلاف في العلاقة بأن تمزق  الشخص من الداخل .
    وانتقد المحاضر حالات التعصب للرأي، واللامبالاة بالآخرين وعدم أهمية المقابل، وسلاطة اللسان والنقد الحاد للآخرين، والتركيز على سلبيات الآخر. وفي الختام تم تكريم الضيف.

     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية